الستارة السوداء نزلت مرة أخرى على واجهة حياته،وخلا المسرح من المتفرجين،صمت غريب يخيم على رأسه،لماذا تتعقد الحكاية كلما فكر البحث عن إمراءة تكمل معه ما تبقى له من أيام في عمره.
الحياة أصبحت ثقيلة،بطئية ،متخمة بالألم،بمجرد أن ولج إلى العالم المجنون ،عالم النساء الذي لم يكن يراه إلا من خلال زوجته،وحياته الرتيبة المريحة، المحدودة والواضحة،لم يكن يعلم أن وراءها العالم الهيستيري،تمر على خاطره كل اللائي مررن به في الشهور الماضية ،صورهنّ،حكايتهنّ،كلهن يعانين من مشكلة واحدة،يختلفن في الشكل ،وطريقة التفكير ،ورصيد خبراتهن المختلفة،لكنهن كالنهر ،مهما تشبعت منه الفروع ،يعدن إلى نفس المجرى ،في طريقهن إلى البحر ،بعد رحلة عناء طويلة،من المنبع العذب إلى المصب المالح.