عزيزتي
أتأسفين على صمتِي وكُل حالي ينطق بِك.
حبيبتي إنّك المَعنى البديع فِي كل لفظ محتجب، قد قُذِف إلى مَا وراء اللسان المختلج خجلًا، فآه ممّا يعتمل فِي القلب، ولا ينطلق به اللسان، وآهة حارة يمتد بها صوتي بامتداد هذه المسافات القاسية الحائلة بيني وبينك، فماذا عليها الأرض لو طويت ساعة لحبيبين شفهما الوجد وأبلاهما الفِراق، يتعاطيان فيها كؤوس الوصل مفعمة هنية، وماذا عليها الساعات لو تلبثت قليلا حتى يدنو الحبيب إلى حبيبه في ساعة من القرب اللذيذ الذي يصلهما من جمال اللقاء بجمال الكون، فيحسا كأنما هذه الدقائق المحدودة في عمرهما الإنساني ساعات وساعات في عمرهما الوجدانِي!