في قلب حقبة مضطربة من التاريخ العثماني، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية تترنح على حافة الانهيار، تبرز قصة السلطان عبد الحميد الثاني كواحدة من أكثر الفصول إثارة للجدل والأسئلة.
هذا الكتاب ليس سردًا مُجردًا تاريخيًّا لجوانب سياسية واجتماعية معقدة، بل هو رحلة عميقة إلى داخل عقل وحياة رجل حكم إمبراطورية شاسعة في لحظاتها الأخيرة، قبل أن تتحول إلى دولة حديثة.
من خلال صفحات هذا العمل سنتعرف على السلطان عبد الحميد الثاني، الرجل الذي كان يُلقَّب في وقت من الأوقات بـ «السلطان الأحمر» بسبب سياساته القمعية، ولكنه أيضًا كان شخصية مثيرة للاهتمام، بسبب محاولاته اليائسة للحفاظ على وحدة الإمبراطورية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
يقدم لنا الكتاب نظرة شاملة على الفترة التي سبقت سقوطه، حيث نرى كيف أن الأحداث السياسية، والتحالفات المتغيرة، والثورات الداخلية، كلها لعبت دورًا في تشكيل مصير السلطان والإمبراطورية.
بأسلوب روائي شيق، يعتمد الكتاب على مصادر تاريخية دقيقة ليروي لنا قصة السلطان عبد الحميد من منظور إنساني، يكشف عن نقاط قوته وضعفه، وعن القرارات التي اتخذها في لحظات مصيرية، فنرى كيف كان السلطان يتعامل مع الضغوط الهائلة التي واجهها، من تمردات داخلية إلى تدخلات أجنبية، وكيف حاول أن يوازن بين الحفاظ على تقاليد الإمبراطورية العريقة ومواكبة التغيُّرات التي كانت تجتاح العالم.
«سقوط السلطان عبد الحميد» ليس مجرد كتاب عن التاريخ، بل هو أيضًا تأمل في طبيعة السلطة، وكيف يمكن للقرارات الفردية أن تؤثر على مصير أمم بأكملها. إنه دعوة للتفكير في كيفية تعاملنا مع التغيير، وكيف يمكن للقادة أن يتركوا بصمة دائمة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، على مر التاريخ.
ربما كان هذا الكتاب يمثل حقبة من الماضي، ولكنه أيضًا مرآة تعكس الحاضر، وتطرح أسئلة حول المستقبل. إنه عمل لا غِنَى عنه لأي شخص مهتم بتاريخ الشرق الأوسط، أو بالسياسة، أو أي شخص يريد أن يفهم كيف يمكن للتاريخ أن يعطينا دروسًا قيمة عن الحاضر والمستقبل.