الحب عِنْد الرّافعي كالصّلاة، لا تُؤتَى إلا على طهارة، إذ هو كلمة الرّوح المُقدّسة وسِرٌّ مِن أسرارِ النَفس العليا، تطلب أقْدس مَا فِي الحبيب وهو: قلبه، بِأقْدسِ مَا فيها وهو سموّها السّماويّ الذي يكون بِه الوحي والإلهام فِي النّفس العاشقة، فيكون الحبّ بهذا المعنى ــ إن جازَ التعبيرــ نُبوة خاصّة على قدرها فِي نفوسِ أنبيائها مِن العاشقين على قدرهم، غير أن الوحيَ والإلهام فيها يكون مِن النفسِ الشّاعرة، ومنها يكون إسراء القلبِ ومعراجه إلى نفسِ المحبوب!