رحلة شيقة يكشف لنا فيها الكاتب عن الترابط الموضوعي في سور القرآن الكريم، بدءًا من سورة الفاتحة وحتى سورة التوبة. هذه الرحلة ليست مجرد شرح للآيات، بل هي محاولة لفهم النسيج المحكم الذي يجمع بينها، وكيف أن كل سورة تتحدث بلسان واحد، وتصب في هدف واحد، رغم تنوع الموضوعات وتعدد القصص والأحكام. في هذا العمل يُسَلَّط الضوءُ على ذلك الترابط الخفي الذي يجعل السورة الواحدة كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فسورة الفاتحة، على سبيل المثال، ليست مجرد افتتاحية للقرآن، بل هي خلاصة المنهج الرباني الذي سيتم تفصيله في السور التالية. وسورة البقرة، بأطول آيات القرآن، تأتي لتبني الأمة المسلمة على أسس الإيمان والاستسلام لله، بينما سورة آل عمران ترسخ قيم الثبات والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله. وهكذا، نجد أن كل سورة في العشر الأول من القرآن تضيف لبنة جديدة في بناء الأمة المسلمة، من الجانب العقدي إلى التشريعي، ومن الأخلاقي إلى الاجتماعي والسياسي. وهذا الترابط ليس من صنع البشر، بل هو من إعجاز القرآن الذي تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله. سنتناول مع الكاتب كل سورة من سور العشر الأُوَل، ونحلل موضوعاتها الرئيسة، ونتتبع خيوط الترابط بين آياتها، ونربطها بما قبلها وما بعدها من السور. وسنرى كيف أن القرآن، رغم تنوع موضوعاته، يظل وحدة واحدة متماسكة، كالجسد الواحد الذي لا يتجزأ.

يسلط الكتاب الضوء على الجوانب الأخلاقية في حياة الإمام الشافعي، مركّزًا على مناظراته العلمية التي تميّزت بالعدل والحكمة. يستعرض الكتاب أهمية الأخلاق في الحوار، موضحًا كيف كانت أساسًا لتثبيت العلم وصقل الآراء الفقهية. كما يناقش مفهوم المناظرة في التراث الإسلامي، ويبيّن ضوابطها وآدابها التي وضعها الإمام الشافعي. كذلك يبرز إرثه في تعليم أصول البحث العلمي وأخلاقيات الجدال، ليصبح نموذجًا يُحتذى به في مواجهة تحديات الفكر المعاصر.

رحلة تأملية عميقة عبر قصص القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه، نستكشف من خلالها الأنبياء والمُرسلين الذين حملوا رسالات الله إلى البشرية، وساروا في طريق العروج الحضاري، بغية تحقيق قيم العدل والإيمان والتقوى. يتناول الكاتب قصص القرآن بطريقة تحليلية استنباطية، مستخدمًا منهجًا تدبريًا يعتمد على فهم القيم الحضارية التي تحملها هذه القصص، وكيف يمكن أن نطبقها في واقعنا المعاصر، فهو لا يكتفي بسرد القصص، بل يغوص في أعماقها ليكشف عن الأسرار والدروس التي يمكن أن تساعدنا في معالجة قضايا التخلف والإصلاح في مجتمعاتنا. في رحلتنا مع الكاتب سنعرف كيف أن الأنبياء مثل نوح وإبراهيم وموسى ويوسف وغيرهم، واجهوا التحديات والابتلاءات، وكيف استطاعوا أن يصلوا إلى مراتب الشهود الحضاري، وكيف يمكن لنا أن نستلهم من سيرتهم دروسًا في الصبر والإخلاص والعمل الجاد. «قصص العروج» ليس مجرد سرد لقصص قديمة، بل هو مرشد لنا في طريق العروج الحضاري، طريق الإيمان والعمل الصالح، طريق العدل والإحسان، فهو يدعونا إلى التأمل في القصص القرآني، واستخراج العِبَر منها، وتطبيقها في حياتنا اليومية، لنكون شهودًا على الناس، كما كان الأنبياء والرسل. فلنبدأ هذه الرحلة المباركة مع «قصص العروج»، ولنستلهم من بحر القصص القرآني الزاخر الدروس والعِبَر التي لا تُحصَى، والتي تعيننا على تحقيق العروج الحضاري في حياتنا ومجتمعاتنا.

لا شك أن الحاجة إلى منهجية واضحة وقوية لبناء الأمة باتت واضحة ومُلحَّة، في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية التي يموج بها المُجتمع. كتاب «منهجية سورة البقرة في بناء الأمة» يقدم رؤية عميقة ومتكاملة لسورة البقرة، ليس من منظور ديني فحسب، بل كمنهج حياة متكامل يهدف إلى بناء أمة قوية ومتماسكة. لن تجد كتابًا يفسر لك سورة البقرة تفسيرًا تقليديًّا، بل هو بمنزلة رحلة فكرية وعملية تستلهم قصة طالوت وجالوت لتقديم نموذج حيوي لبناء الأمة في ظل التحديات المعاصرة، وذلك من خلال تحليل دقيق لأحداث القصة، لنستنتج من خلالها كيف يمكن للأمة أن تنهض من جديد، وكيف يمكن للقيادة الرشيدة والإيمان القوي أن يقلبا موازين القوى لصالح الحق والعدل. يمثل الكتاب رؤية شاملة، فهو لا يقتصر على الجانب الديني فقط، بل يتناول الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تساهم في بناء الأمة، وذلك من خلال تحليل عميق، باتخاذ قصة طالوت وجالوت كمنهجية عملية لفهم كيفية مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الأمة اليوم. فهم جديد لسورة البقرة، ليس باعتبارها سورة طويلة من سور الذكر الحكيم فحسب، بل باعتبارها نهجًا مُتكاملًا لبناء الأمة، لنستلهم منها دروسًا مليئة بالعِبَر التي نحن في حاجة إلى تطبيقها في واقعنا المُعاصر. كتاب «منهجية سورة البقرة في بناء الأمة» هو مرجع علمي لكل من يسعى إلى الإصلاح والنهضة، ولكل من يريد أن يفهم كيف يمكن للأمة أن تنهض من جديد، ولكل من يسعى إلى فهم كيفية بناء مُجتمع قوي ومُتماسك، ولكل من يريد أن يفهم كيف يمكن للإيمان والقيادة الواعية أن يكونا أساسًا لبناء مُستقبل أفضل.

يتناول الكتاب قضية أصولية لغوية ظلمها بعض طلاب العلم عندما قزموها وحجموها في فهم النصوص الواردة في صفات الذات الإلهية بالقرآن والسنة النبوية فقط رغم أنها أرحب وأوسع من هذا الباب مع خطورته.. وما بين إقرار وإنكار واشتباك مع الإشكاليات التي تثيرها تلك القضية، انقسم الدارسون حول قضية المجاز إلى أنصار وخصوم في ساحة الجدل والنقاش.. بحوار علمي هادئ دون تعصب لأي اتجاه من الاتجاهات، وعبر دراسة تطبيقية على القرآن وصحيح السنة.. يغير الدكتور سالم الندوي النظرة السائدة إلى المجاز ويقدم طرحًا جديدًا وقراءة واعية لقضية المجاز بمعناه اللغوي الرحب..

هذا الكتاب رحلة معرفية لفهم عُمق علم الفتوى الشريف وأثره في توجيه الأمة نحو الاستقامة، حيث يقدم توضيحًا لمكانة الفتوى وأثرها في انتظام أمور المسلمين، عبر نظرة شاملة لدور المفتي في تحقيق التوازن بين النصوص الشرعية ومتغيرات الحياة، كما يقدم عرضًا عمليًّا لأصول الإفتاء وأهميته في الإجابة عن تساؤلات العصر، فهو رحلة عبر العصور تبين كيف كانت الفتوى صمام أمان للأمة، ومسارا مستقيا نحو تحقيق العدالة وتوجيه القلوب والعقول نحو الحق.

يقدم هذا الكتاب كنزًا ثمينًا في فقه الأحاديث النبوية، ويعتبر بوابة لفهم أعمق لأحاديث الأحكام وشرح معانيها بأسلوب مُيسر ومُحكم. كما أنه يُضيء الطريق في عالم الحديث النبوي، ويشرح بأسلوب مميز كيف تلتقي الشريعة بجمال المعاني الفقهية في حياة المسلم اليومية. والجديد الذي يقدمه هذا الكتاب، هو تحليل شامل للأحاديث النبوية المتعلقة بالأحكام، وشرح فقهي دقيق يربط بين النصوص والتطبيق العملي، وذلك بأسلوب مُيسر يناسب الباحثين وطلاب العلم وكل من يسعى لفهم السنة النبوية.

كتاب «لكل قومٍ هادٍ» رحلة عميقة في أعماق التاريخ الإنساني، يستكشف من خلالها الكاتب حكمة الله في إرسال الرسل والأنبياء إلى كل أمة، وكيفية تفاعلهم مع أقوامهم في ظل الظروف المُختلفة. سيأخذنا الكاتب في رحلة ماتعة نتعرف من خلالها على قصص الأنبياء العِظام، مثل: نوح، وهود، ولوط، وشعيب، وصالح، وغيرهم، وكيف واجه هؤلاء العِظام التحديات الجِسام من أجل الدعوة إلى الله والقيام بالرسالة، وكيف انتهجوا الحكمة والرحمة في الدعوة، رغم كل ما كانوا يواجهونه من عِناد واستكبار. لا يكتفِ الكتاب بالسرد التاريخي للقصص، بل يقدم تحليلًا عميقًا للدروس والعِبَر التي يمكن استخلاصها من هذه القصص، وكيف يمكن الاستفادة منها بتطبيقها في واقعنا المُعاصر، فهو دعوة للتفكر والتأمل في حكمة الله وقدرته. «لكل قومٍ هادٍ» كتاب يلامس القلب والعقل معًا، ويقدم رسالة واضحة، مفادها أن الله لَمْ يترك أمة دون هادٍ يرشدها إلى طريق الخير والصلاح، فهل ترى نفسك مُستعدًا لسماع هذه الرسالة والعمل بها؟ انطلق في هذه الرحلة الروحية والفكرية، وتعمَّقْ في حكمة الله التي تتجلى في قصص الأنبياء، وستجد أن هذه القصص لا تتوقف عند كونها أحداثًا تاريخية، بل هي دروس حية يمكن أن تغير حياتنا اليوم، وستعلم أن الحكمة الإلهية لا يحدها زمان ولا مكان.

في رحلة من الأدب والشعر، حيث الكلمات تخلق لوحات فنية بديعة تعبر عن أعمق المشاعر وأصدقها، يأتي كتاب «رسول البرايا في أشعار النصارى» ليكون شاهدًا على قوة الكلمة ورسالتها التي تتجاوز الحدود الدينية والثقافية، وجسرًا يربط بين قلوب المُؤمنين، ويؤكد أن الإنسانية هي القاسم المُشترك بين البشر. في هذا الكتاب يجمع الكاتب مجموعة من القصائد لشعراء نصارى من مُختلف العصور والأماكن، عبَّروا من خلالها عن إعجابهم وحبهم لرسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم. ليست القصائد مديحًا تقليديًّا، بل هي انعكاس لتأثير شخصية النبي الكريم على نفوسهم، واعتراف بقيمته التاريخية والإنسانية التي تجاوزت حدود الدين والزمان. من خلال هذا الكتاب سنكتشف كيف أن الشعراء النصارى استطاعوا –برغم اختلاف عقيدتهم- أن يروا في النبي صلى الله عليه وسلم رمزًا للعدل والحكمة والرحمة، فكتبوا عنه بأقلام مبدعة، وعبَّروا عن مشاعرهم بأسلوب شعري رفيع، فقدموا لنا صورة نادرة للنبي صلى الله عليه وسلم من منظور مُختلف، يعكس عمق تأثيره على البشرية جمعاء. الكتاب بمنزلة دعوة للقارئ لتأمل هذه القصائد، والوقوف على ما بها من جمال أدبي وعمق روحي، لتذكرنا بأن الإنسانية هي اللغة التي يفهمها الجميع، وأن الحب والاحترام هما الجسر الذي يربط بين القلوب، بغض النظر عن الاختلافات. فلنفتح معًا صفحات هذا الكتاب، ولنستمع إلى أصوات الشعراء النصارى وهم يتغنون بحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولنكتشف معًا كيف أن الكلمة الصادقة يمكنها أن تلمس القلوب، وتجمع الناس تحت مظلة واحدة، وهي الإنسانية.

يتناول هذا الكتاب رحلة فكرية تراثية عميقة، وتطوافة أصيلة في دفاتر الإحياء لحجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي يكتبها الباحث الدكتور إدريس الكنبوري. إنها لمسات بهية جديدة وإضافة عظيمة للمكتبة العربية يضعها لنا الكاتب حول المنتج الإيماني والمعرفي للإمام الغزالي.. إضافات ثرية سخية ولوحات علمية مكتوبة بعناية ودقة وإنصاف، سيجد فيها القارئ وجبة مشبعة من العلم واليقين ومقاصد الدين وبهاءات العمل لله ومع الله. قراءة مُشبعة لمحبي التراث الإسلامي ومريدي الإمام..

يسلط الكتاب الضوء على ضرورة تدبر القرآن كأساس للهداية، ويبيّن أن التدبر يتطلب تفاعلًا عقليًا وقلبًا خاشعًا. كما يناقش دور التلاوة في تحقيق الإيمان وفاعلية القرآن في صناعة حياة مستقيمة ومستدامة. ويحذّر أيضا من مخاطر تجاهل التدبر أو تقسيم نصوص القرآن بما يفقدها تكاملها. ويقدم كذلك رؤية عميقة حول التصريف الإلهي للآيات لإثراء العقول وتهذيب القلوب، مشيرًا إلى العواقب الوخيمة لمن يعرضون عنها. الكتاب ليس مجرد قراءة في النصوص، بل رحلة لاستنباط الهدايات القرآنية لتطوير الأفراد وبناء المجتمعات.

كتاب "إمبراطورية المصطلحات" للدكتور خالد فهمي يعالج بعمق قضية دور اللغة العربية والمصطلحات في تشكيل الهوية والحضارة. يبدأ بفحص تاريخي للمصطلحات الإسلامية منذ نزول القرآن الكريم، وكيف ساهمت في صياغة معجم علمي وأخلاقي مميز. يركز على دور المصطلحات في مجالات الفقه، الحديث، وأصول الدين، ويتناول الجهود الحديثة في تطوير معاجم متخصصة في مختلف الحقول العلمية. كما يناقش الكتاب التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم، مثل النفوذ اللغوي الأجنبي وقلة الاهتمام بإنتاج المعرفة. في النهاية، يقدم رؤية متفائلة لإمكانية استعادة دور اللغة العربية كإمبراطورية لغوية، عبر تطوير المصطلحات وتعزيزها كأداة للتقدم العلمي والثقافي.