اندفعت إلى أحضاني وأنت تقولين : امتدّ حولنا الظلام والمكان على جماله موحِش، وقد خلا من البشر .
احتويتك أدفع توجّسك قائلاً : المكان هو المكان محايدٌ أبداً ونحن مَن يشحنه بالدلالات ونُلبسه الغريب والخرافات، ونسقط عليه من أنفسنا فيصير ما نريد، أغمضي عينيك وأطلقي روحك تُحلّق في سماء هذه البحيرة ودَعي جسدك يستوعب هذا الصمت ، فكم نحتاج العلاج .
لقد اخترقنا قوانين البيْن الصّارمة وخاتلنا النّهايات الرّتيبة لمجعلها مفتوحة على احتمال خارق هزّ عيْشنا السّابق من الجذور . فكيف تُفسّرين ما حدث ؟ أهو العبث ؟ أهو القدر ؟ أهي الصدفة ألقت بنا مجدّداً في نفس الطريق دون تخطيط؟. أمْ هو الأمر تجاوزكلّ ما سلف ليتعلّق بروحين ظلّتا معلّقتين بين أرض الواقع وسماء كاملة من الشوق والحنين والحبّ المنتفض ؟ جاءني ساعتها ردّك سريعا وبسيطا قلت : أحبّك يا روْحي وكفى.