دخلت أمّي مُتثاقلة... فقد أضافت الأيام السبعة لعمرِ أمّي سبع سنوات، وجَدَتْ أبي جالساً معهم في الصالون، أوّل مرّة يغادر حجرته منذ خبر استشهاد أخي، وقف الضّابط جمال الدّين لأمّي ليسلّم عليها، ما زلت أذكر ملامحه إلى الآن، قمحيّ اللّون بعينين سوداء لامعة، له أنفٌ مستقيمٌ حاد، حاجبان شديدا الكثافة والسواد، فمهُ واسع، عليه مهابة تعمّ المكان الذي يتواجد فيه.