إن الصحابة وسلف القرون الأولي، كانوا أكثر تحرراً في الفكر، وفهماً لمقتضيات العمران البشري، وجوهر التشريع الإسلامي وغاياته – ممن جاء بعدهم عامة،
ومن السلفية المعاصرة خاصة؛التي تباعد موقفها من قضايا العصر عن موقف سلف القرون الأولي من جانب، وعن روح العصر من جانب آخر،
وهذا يؤكّد مدي ما تعانيه السلفية المعاصرة من ثمّة إشكاليات تحول بينها وبين مسيرة النهوض والتجديد..
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة؛ لأنها تقوم علي أهم ما يفرضه علينا واجب الوقت، وما له الأولوية والتقديم علي غيره،
وهو تصحيح المفاهيم المغلوطة المضطربة، وإعادة النظر في ترتيب سلم الأولويات في القضايا والمشكلات، التي تطرحها السلفية المعاصرة؛
حتي تتبلور لها رؤية واضحة إزاء القضايا الأساسية الملحة التي تحتاج إليها الأمة الإسلاميةفي ظل ظروف الأيديولوجيات العالمية،
حتي لا تتمزق الأمة المسلمة، وتذوب في الأيديولوجيات العالمية..