روي كثيراً عن الأندلس وحضارته وازدهاره، لكننا قليلاً ما نقرأ مؤلَّفاً يبهر الأبصار ويأخذ في الألباب.
(حكاية من الأندلس) أبدع فيها المؤلف وبرز بدقة في تصويره لعالم قد اختلط فيه أكثر من عصر وزمان، فترى نفسك تتجول من ماض سحيق بعاداته وتقاليده
المميزة لتمر بالحاضر ومعاشه، ثم يجعلك المؤلف تقفز بمهارة فنية إلى عالم المستقبل المتوقع، فتعيش مشاهد من الغد البعيد وما سيكون فيه من مهارات وكأنك أنت فيه الآن.
وكيف لا يبهرنا وهو (سراج منير) فالاسم لوحده يعطينا فكرة مسبقة أننا سندخل فسحة من الأدب تستنير بعقل هذا السراج، وتنير لنا درب الرواية بطريقة أخاذة.
تفنن سراج وأنار لنا سطور الرواية لنقرأ ما بينها فيمتع لنا العقول بأفكاره المتفردة، ويبهج لنا القلوب بفنياته المتميزة أدبياً وفكرياً وخيالياً، فترى الرواية
زاخرة بأنواع من الفنون الأدبية الرائقة، واللغة المنتقاة السليمة