إذا أردنا اختيار وصف غالب لهذه الرواية ، فسيكون "التنوّع " في أركانها جميعاً:
فهي تُراوح برشاقة مُعجِبة بين الحاضر والماضي دون تقطيع لأوصال النصّ ومن غير قطع لسلاسل أفكار القارئ.. هذا من حيث "الزمان" .
وهي تبدأ في العراق ثمّ تستقرّ في مصر، متنقّلة بين أصقاع كثيرة من هذا العالم الرحيب: أمريكا – قُبرص – فلسطين – ألمانيا – أوكرانيا.. وهذا من حيث "المكان".
وهي تعالج عقائد دينيّة مُعرِقة في القِدم (مثيولوجيا) وعقائد سماويّة، ومباحث آثاريّة (أركيولوجيا)، ونظريات وراثة، وطبّ، وتمسّ مباحث اللغة مَسّاً شفيفاً لا يُعقّد المشهد على القارئ.. وهذا من حيث "المعارف".
وهي تُنعِم النظر في التفاصيل وتجود بها؛ فتنقل للقارئ بإبداع وصفَ المكان والزمان والشخصيات وانفعالاتهم التي ترتسم على وجوههم وما يعتمل في دواخلهم من حوار وما يتأجّج من صراع.. وهذا من حيث "التفاصيل" .
هي تقدّم ذلك كلّه بريشة فنّانٍ، مَلَك الأدوات التي تقومُ بعملٍ روائيّ مُكتمل الأركان، وتقدّمُ نصّاً أدبيّاً مشحوناً بآيات الحُسن والجمال..
كلّ ذلك مع تأسيس رصين للنصّ وبناء شاهق للمشهد وقوّة في السرد والحبكة.