مارك سايكس، هذا الاسمُ الإنجليزي ذو الوقْع الخاصّ لدى العرب؛ حيث يرتبطُ بالانتداب أو الاحتلال البريطاني للمنطقة، بل اختياره لمسمّيات هذه البلدان, وتحديد جغرافيّتها السّياسية التي مازالت قائمةً حتّى الآن، فقد كان أحدَ أثمن وأبرز الرّوافد المعرفيّة التي أمدّت الوزارات البريطانيّة في مطلع القرن العشرين بمعلومات حول المنطقة العربية، واتّخذت طريقَها مباشرةً إلى الجهات التّنفيذية وصانعي السّياسات ومتّخذي القرار، وكانت المحصّلة النّهائية لهذه المعلومات هي صياغة الاتّفاقية التّآمرية الاستعمارية المعروفة بـ "اتّفاقية سايكس/ بيكو".
وعلى هذا, يكون مارك سايكس هو الرحّالة الأهمّ والأشهر إلى المنطقة العربية، والمتوّج لجهود معظم هؤلاء ذوي الأغراض السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، والإمبريالية بصفة عامّة.