وقف رابح في وسط القرية المهجورة يتأمّل البيوت المشتعلة، وآبارَ الماء التي رُدمت، وبقايا فزعٍ تخيّله، ويبحث بعينيه عن شيء لا يعرفُ ما هو، امتدّت وقفته لنصفِ ساعة كاملٍ، كان فيها رفقاءُ السفر يراقبونه باحترام، ولا ينطقون بكلمة، وفي النهاية بصقَ على الأرض المحترقة بصقةً كبيرة، نزع عقدَ الخرز المغناطيس عن رقبته، ألقاه بعيدًا، وهو يردّد بصوتٍ ثابت لا أثرَ للحزن فيه: - وداعًا للحبّ.. وداعًا للمرأة.. هيّا يا آدم مطر، هيّا يا صديق إلى بلادنا.