سمّوني مستعمرةً إنْ شئتم اقتربوا من حدودي وانْهبوا ما استطعتم حاولوا معرفةَ السّر. غياهبُ الظّلام تعرف بصمةَ أقدامكم سأسرق صوتَكم, قلوبَكم, أضعُها هنا بين جنباتي, أحوّلها حجارةً وذهبا, أقدّمها هديةً للرّب فيُعطيني المعرفة. أنا الأرضُ والسماء, الجبلُ الوعر, الصخور, الماء والزّرع, بذرةُ الإنسان الأولى؛ فمن يمكنه استعمارُها؟
هنا في المستعمرة سأنقشُ وجوهكم جميعًا, جميعُكم جهلاء وأنا العارفُ الوحيد, لديّ مفتاحُ الحقيقة فلا تتوجسّوا, أيهذي الجموع السمراء والبيضاء, أيهذي الوجوه المتغضنة شقاءً، وتلك الممهّدة ترفًا؛ جميعُكم تحتَ سماء الإله سواء.. وأنا, الأرضُ الرابضة خلفكم, شاهدٌ وحيد عليكم فلا تتنصّلوا من أفاعيلكم، وتحلّوا بالشجاعة، وصلّوا عندي صلاةً أخيرة قبلَ الموت.