مقامات بهيّة، بماء الذّهب مطليّة، تُضارع ما خطّه الأوّلون من إبداعات، وما تَقدَّم من فاخر المقامات، فالحُسن لها عنوان، وهي والظّرف صنوان، وفيها من دروس الحياة، وأخبار الرّواة، وحكمة العقلاء، وآداب الفضلاء، وبيان السّادة البلغاء. أمّا كاتبها فطبيب حاذق في مهنته، وكاتب سامق في رتبته، جمع بين الحكمة والأناة، واللفظة المُحَلّاة، تأتيه الكلمات طائعة، فإذا بها للبهجة صانعة، ولصنوف الأدب جامعة، طويل النفس في الإبداع، قادرٌ على السبْر والإمتاع، فالقارئ به محظوظ، وحريٌّ بأن تكون للدراسة منه حظوظ، إذ هو مستحقٌّ لكلّ حفاوة واهتمام، ونقدٍ وحفظٍ وإلمام.