كان عالمُ الحانات والملاهي الليلية عالمًا مغناطيسيًّا بامتياز، وكانت الأسئلة المرافقة لتصرفاتنا أكثر إثارة، حيث طرح علي عصام سؤالًا مخلخلًا، كان بمثابة الشرارة التي اندلعت منها نارُ حريتنا، وكذلك فسقنا، حيث قال: " كيف لنا ألّا نشرب في الملاهي الليلية بحجّة أنّ الخمر حرام، ونذهب ونتمعن في أجساد الشقراوات ونحن نجالس السكارى، أليس ما نفعله حرامًا، سواء شربنا أو لم نشرب؟".. كان سؤاله منطقيًّا، وطريقه معبّدًا لاستبدال مشروب "ريدبول" بكأسٍ من النبيذ، فكانت الانطلاقة بمشروب "تيكيلا" ، في أول مرة لم أستسغْ مذاقه، ولم يعجبني هذا المشروب، الذي يتهافت عليه الشباب، لكنّني آنذاك كنت كائنًا يبحث عن الضّياع لا النكهة.