ضَمّ خَمسين نصّاً شعريّاً من «التفعيلة»، هي بعضُ ما كتبَ شاعرُنا فراس من هذا اللون الشعريّ. ورغم أنّه من شُعراء القَريض بعَمُودِهِ العربيّ الأصيل المُنضبط بعَرُوض الخَليل، إلا أنّه يستروِحُ بالكتابة على التفعيلة بين الحين والحين، لا هروباً من قُيود الوزن والقافية، بل إجابة لنداء داخليّ يُغلّب التفعيلة على القريض لحظتها، ويراها أنسب وأوفق وأقرب.
لكلّ عملٍ أدبيّ رسالة، ورسائلُ هذا «الديوان» عديدة لـمَن قرأه بعينَي قلبه وعقله. لقد غلَبَ على كثيرٍ من شُعراء «الحُرّ» اليومَ: ضعفُ الإيقاع وضعف اللغة جميعا! وهنا، يُقدّم شاعرنا نموذجاً حيّاً للمواءمة بين قوّة اللغة وحداثة الإيقاع.
كما أنّه حافظ على مستوى عالٍ من الإيقاع ضمن حدود «التفعيلة»، إذ التزم في أغلب مقطوعاته بحراً من بحور الشعر العربيّ الستّة عشر دون تلفِيقٍ بين البُحُور، واقتصر فيها على المراوحة بين قافيتين أو ثلاث، مع تغيير عدد التفعيلات في الجُملة الشعريّة، وإجراء الزحافات الواردة في كلّ بحر.. هذا في الشكل.
أمّا في المضمون، فنترك للقارئ الكريم الاستمتاع باقتناص الرسائل الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة والسلوكيّة والفنيّة في نصوص هذا الديوان، والله ولي التوفيق!