وهكذا يفعلُ الحبّ عندما يقرعُ القلوب؛ فيسرقُ الخاطر ويأسرُ العقل ويهيمُ الذكاء في فلكٍ يكون مدارُه المحبوب، ومحورُه صورتَه الحاضرةَ في الذّهن حضورَ الحقّ والواقع. شرود يستوطن لحظاتِ العمر، وهو في حقيقتِه استحضارٌ لكلّ معاني الحبيب الذي غاب جسده، ولَبَّى نداءَ الخاطر في مخيّلة القلب بسمْتِه، ودلّه وسكونِه وحركاته، فلا تستقيمُ فيه فكرةٌ واحدة، وتتسارعُ دقّات القلب كالقطارِ الذي اندفعَ إلى وِجْهة غيرِ معلومةٍ بلا رويَّة أو تدبُّر.