تاريخ الكنافة ❤
تعددت الروايات والمذاقات والكنافة واحدة، فالكنافة التي ارتبطت بالمصريين والعرب كافة كان لها نصيب من القصص والحكايات كغيرها من عادات شهر رمضان المبارك.
والبداية مع ظهورها، فقد نالت الكنافة نصيبها من اختلاف الروايات التاريخية حول أصلها وبدايتها، فينما يرى العديد من الباحثين في التاريخ الشعبي التراثي للشعوب العربية أن الكنافة قد نشأت في الشام في عهد معاوية ابن أبي سفيان حيث ظهرت في رمضان حين شكا إلى طبيبه من شعوره بالجوع الشديد في نهار رمضان ليصف له الطبيب أن يكون طعامه مكوناً من الدقيق والنشا، ليقوم أحد الطهاة بعمل خليط من الدقيق والنشا مضافاً له النشا والمياه، ليُطلق عليها فيما بعد اسم "كنافة معاوية"، فكان يتناولها بكثرة في السحور.
أما الرواية الثانية فتذكر بأن الكنافة قد صنعت للخليفة سليمان ابن عبدالمالك وأن أهل الشام قد قاموا بصعنها له وفيما بعد برعوا في طريقة عملها وابتكروا لها أساليب عدة.
أما الرواية الثالثة فارتبطت بدخول المعزل لدين الله الفاطمي مصر، فتلك الحادثة التي ارتبطت بعدد من الحوادث التاريخية قد ارتبطت كذلك بها الكنافة حين خرج المصريون حاملين في ايديهم الفوانيس في اتجاه صحراء الجيزة لاستقبال الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وقد أهدوه العديد من الهدايا ومنها الكنافة والتي قيل أنها قد انتقلت فيما بعد إلى الشام عبر التجار.
والرواية الاخيرة فهي تشير إلى أن بداية ظهور الكنافة كان في عهد المماليك الذين حكموا مصر خلال الفترة 1250 -1517م
أما عن اصل كلمة كنافة فلا أصل معروف لها بل حكايا مختلفة من مكان لآخر حيث يرى البعض أن كلمة كنافة مُشتقة من الكلمة العربية كَنَف وتعني الإحاطة، يرى البعض الآخر أن اسمها مشتق من اللغة الشركسية من كلمة "تشنافة" حيث تتكون من مقطين الأول وهو "تنشا" وتعنى طائر البلبل وكلمة "فه" وتعنى لون والكلمة تعني لون طائر البلبل.
لتحتل الكنافة رغم اختلاف اسمائها مكانة هامة في الوجدان حتى أشعر لها أبياتاً كالشاعر أبي الحسن يحي الجزار الذي كان أحد شعراء الصعاليك بالعصر المملوكي والمولود في الفسطاط مادحاً الكنافة:
ومالي أرى وجه الكنافة مُغضباً...
ولولا رضاها لم أرد رمضانها.
قبل أن يردف بالشعر متغنياً
وجاد عليها سكر دائم الدر ....
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر.
حتى بلغ عشق الناس للكنافة أن جمع لها شيخ الاسلام العلامة جلال الدين السيوطي رسالة أسماها "منهل اللطائف في الكنافة والقطائف"،
ورغم اختلاف الروايات حول الكنافة واسمها كما هو اختلاف أنواعها لكن الثابت أن الكنافة على اختلاف نشأتها وصنعتها تظل واحدة من أهم المظاهر التي ترتبط بها الشعوب الاسلامية كواحدة من عادات رمضان المتوارثة منذ مئات السنين، لتشكل واحدة من أهم حواديت المحروسة في رمضان.❤
المحروسة في رمضان
عامر صالح
رمضانك أحلي مع دارالبشير