تفاصيل المقال
الرئيسية الركن الاعلامى المقالات
banner

رشحنا لك

طلب الكتاب

على ضفاف ميازي طباعة
على ضفاف ميّازي

علاء الدين محمد الهدوي

أدب
الروايات
ترجمات
155 جنية

طلب الكتاب

وعد - Copy
وعد يفي بنفسه

سارة العقاري

أدب
الروايات
115 جنية

طلب الكتاب

في انتظار القطار أمامي
في انتظار القطار

عمر فضل الله

أدب
الروايات
145 جنية

مشروع أتدبر لأهتدي

د. هاني درغام
23/مايو/2020
شارك عبر:
أتدبر لأهتدي

1-مقاصد سور العشر الأول من القرآن الكريم (سورة الفاتحة - سورة التوبة) = مقومات بناء الأمة المسلمة وارتقائها .

  • سورة الفاتحة = بيان المنهج الذي يقود إلى الاستقامة على الهداية في الدنيا والفلاح في الآخرة.
  • سورة البقرة = الاستسلام لله في كافة شئون الحياة أساس البناء (سمعنا وأطعنا)
  • سورة آل عمران = الثبات على الحق والجهاد في سبيله (في ميدان الدعوة وميدان القتال) 
  • سورة النساء = العدل المطلق الذي لا يميل مع الأهواء ولا يتأرجح مع المصالح والشهوات .
  • سورة المائدة = الوفاء بالمواثيق الإلهية والحذر من نقضها .
  • سورة الأنعام = استثمار حجج الإيمان وبراهينه الساطعة في مجادلة أهل الباطل ونسف شبهاتهم وإقامة الحجة عليهم .
  • سورة الأعراف = قراءة واعية للتاريخ للبحث عن سنن الله عز وجل في قيام الحضارات وإندحارها .
  • سورتي الأنفال والتوبة = الولاء والبراء ..الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين والمنافقين ..

2- محاسبة النفس من وحي سورة الفاتحة ..    ويحك يا نفس ..    تقرئين(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .. فتشكرين الله عز وجل باللسان وتعصينه بالجوارح والأركان , والقلب يتقلب بين الغفلة والنسيان . وتقرئين (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .. فتجزعين في الشدائد والكربات وتنسين أن يد الرحمة الإلهية لم تبتليك لتعذبك وإنما لتهذبك وتخلصك من كافة العلل والأدران التي تعوق سيرك وارتقاءك في مدارج العبودية ..    وتقرئين (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) .. فتُصابين باليأس والقنوط عند رؤية أهل الباطل يصولون ويجولون في هذه الحياة الفانية ولسان حالك يقول لقد نجوا من العذاب والهلاك! .. أي نجاة تتحدثين عنها وهم ينتظرهم في الآخرة مصير مظلم وعاقبة وخيمة – هذا إن قدّر الله عز وجل نجاتهم في الدنيا من العقاب ؟!      وتقرئين (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) .. فلا تجدين سعادتك وسكونك في تحقيق لذة العبودية واللجوء إلى حصن التوكل ليقيك من آفات الطريق .   وتقرئين (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) .. ثم تأخذين بكل أسباب الضلال , وترتعين في مراتع الهوى ومنعرجات الفسوق والعصيان.   وتقرئين (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).. فتسلكين سبيل أهل الضلال والإجرام وتنحرفين عن مسار أهل الهداية والإنعام .

سورة البقرة :
الجزء الأول :
1- (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)(البقرة 2 ) 

  • وأفتش في لحظات وحشة القلب وضيق الصدر عن منسوب التقوى في قلبي , ﻷنه متى حلت أنوار التقوى فيه اغترف من معين القرآن ما يداوي أدوائه وآفاته ، ويحرره من كافة همومه وأحزانه !  
  • هل تدري لم ينتفع المتقون - وحدهم - بكتاب ربهم وينالون بركاته وخيراته ؟! ﻷن التقوى تحررهم من براثن الشرك ، وإدمان المعاصي ، وجواذب الهوى ، وقيود الغفلة ، ولوثات الرياء .. وكلها أقفال تحول بين القلب وبين التدبر والانتفاع!\
  • القرآن هدى يمزج الفكر بالعاطفة ، ويزاوج بين الجسد والروح ، ويصل الدنيا بالآخرة ..
  • هدى بشرط أن تكون شغوفا بالبحث عن مواطن الهداية فيه بفكر ثاقب وقلب يقظ وروح شفافة ..ستكتشف جوانب الهدى عندما تقرأه بحثا عن الحياة !                                        

2- (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) (البقرة2)    وأثمرت تلاوة هذه الآية عندما تصبح آيات القرآن الكريم منارات هاديات توقظ الغافل , وتنبه الشارد , وتزجر العاصي , وتواسى المظلوم , وتسلي المهموم , وتحفز المشتاق , وتهدي الضال , وتعين أهل الحق على الصبر والثبات .

3-    (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)(البقرة 11-12) وعندما تستولي على القلب العلل والآفات وحب الدنيا والشهوات  .. تنتكس الفطرة , وتختل الموازين , وتضيع القيم , فيصبح الفساد إصلاحا , والقبيح حسنا , والمعروف منكرا ..  فلا تنس أن تتفقد قلبك بين الحين والآخر , ولتحرص على طهارته من كل ما يفسده ويعوق سيره إلى ربه . 
4-  (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(البقرة 35-37)
وأثمرت تلاوة هذه الآية عندما يبتعد المؤمن عما حرم الله من الفواحش والمنكرات حتى لا يقع في شباك الشيطان ويكون من الظالمين .. وتبقى التوبة النصوح هي مفتاح النجاة كلما سقط أو تعثر .. لذا لابد للمؤمن أن يستفيد من كل تجاربه السابقة مع المعصية ويدرس مداخل الشيطان جيدا ويلجأ إلى حصن التوبة كلما اشتدت عليه الضربات والهجمات .
5-    قصة بقرة بني إسرائيل :
التحايل على أوامر الله والتهرب منها , واختلاق الحجج والأعذار, والتلكؤ في تنفيذها والتحايل للهروب من تكاليفها هي سمات القلوب القاسية التي خلت من تعظيم الله عز وجل وإجلاله .. وتمادت في ارتكاب المعاصي وإدمان المخالفات ..                            فمتى وجدت تهاونا أو تكاسلا في الاستجابة لأوامر الله , فاتهم قلبك !!


الجزء الثاني :
6- (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(البقرة 155-157)
وأثمرت تلاوة هذه الآيات عندما تفهم أن علاقتك بالله عز وجل هي علاقة عبودية خالصة والمحك الرئيس لتحقيق هذه العبودية هو الابتلاء والاختبار .. والعبودية صبر وشكر .. صبر على الضراء وشكر في الرخاء .. وهذه الآيات تتحدث عن عبودية الضراء ..               فما أروع الصبر .. إنه البلسم الذي يداوي أوجاع المكلومين .. وما أروع العاقبة (أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
7-(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ ..) (البقرة 134)
دائما تأتي الاختبارات والابتلاءات من أجل الكشف عن سلامة منهجك وبيان حقيقة إيمانك وثباتك على طريق الهدى .. فالمؤمن راسخ إيمانه ثابت على الصراط المستقيم لا يخدعه كثرة من يسلكون سبيل الضلال .. وتبقى قوة الإيمان هي العامل الحاسم في تحقيق الثبات في أوقات الابتلاءات .
8- (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة 186 ) 
إذا أحاطت بك الهموم والأحزان , وضاقت عليك الدنيا , فتذكر أنه عز وجل قريب ..    فانطرح على بابه وتذلل على أعتابه , واشك له من كثرة الذنوب واستحواذ الشيطان , وطغيان الشهوات , وتسلط الباطل , وغلبة الهوى .
9-(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(البقرة 216)    وكلما تأملت في هذه الآية أدركت طرفا من عظيم رحمته وواسع فضله وجزيل إحسانه  فكل ما يواجهنا في حياتنا من مواقف وأحداث- مهما كانت قسوتها وشدتها- فهى من تجليات الرحمة الإلهية .. تقلِّبنا من يسر إلى عسر، ومن ضيق إلى فرج، ومن فقر إلى غنى، ومن غنى إلى فقر وفاقة، ومن صحة إلى مرض، ومن مرض إلى صحة, كل ذلك تمحيص وتنقية وتهذيب وتطهير لهذه النفس لتصبح جاهزة لأداء وظيفة العبودية التي تحتاج إلى مجموعة متتالية من الابتلاءات والمحن حتى تصبح النفس خالصة نقية من كل الشوائب كي تكون أهلا للنعيم والتكريم في الجنة الذي يُنسي كل الهموم والآلام مع أول غمسة فيها .. فما بالكم بالخلود الأبدي ؟!
10- (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(البقرة 251) ..    كثيرة هي صور التدافع في هذه الحياة لعل أشهرها : التدافع بين الحق والباطل , بين الخير والشر... وهناك صور أخرى كثيرة منها : التدافع مع الشيطان , ومدافعة السيئات , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وهناك صورة أخرى لا تقل أهمية وهي التدافع مع النفس لمواجهة عجزها وضعفها واستسلامها للفشل واليأس - وخاصة- عند مواجهة المصاعب والتحديات .. التدافع مع النفس لقهر الألم ومراغمة الهم والحزن وكسر قيود السلبية والوهن , والتغلب على كل العقبات والأزمات .. ميزة هذا التدافع أنه يجعل النفس أكثر نضجاً ووعياً, أكثر ثباتاً واتزاناً , أكثر قوة وتحملا , أكثر فهماً وادراكاً .. وفي غياب هذا التدافع تفسد الحياة وتتعفن وتصبح كالمياة الراكدة ويصاب المرء بالشلل التام والعجز المطلق .
11- وأثمرت تلاوة آية الكرسي عندما تنطرح للجبار وتتذلل للقهار .. وتسجد للكبير المتعال معلنا أن العظمة لله .. والكبرياء لله .. والاستعلاء لله والقوة لله .. والجبروت لله  والملك لله .. فيظهر ذلك على سلوكك  فتتذوق حلاوة العبودية, وروعة التسليم, وأنس الخلوة, وكمال التوكل , وجمال الإخلاص .

12- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ....)(البقرة 264)
وكم في القلوب من آفات خفية (الرياء - السمعة - حب الظهور- طلب المدح والثناء) تبطل الأعمال الصالحة وتجعلها هباءً منثوراً .. فاحرص على إصلاح قلبك وتطهيره من آفاته حتى تنال الرضا والقبول .
13- وأثمرت تلاوة سورة البقرة عندما تتقن فن الاستسلام لله عز وجل وتتعلم كمال الانقياد والطاعة , فيهتف قلبك قبل جوارحك إزاء كل ما أوصي الله به (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(البقرة 285) .. لأنك تعلمت من مواقف بني إسرائيل المتتالية أن عاقبة التمرد والعناد هي الخسران والخذلان .

سورة آل عمران :
تأملات في محور السورة:
الجو الذي يظلل (سورة آل عمران) هو الصراع والتحدي ، والصبر والصمود ، والجهاد والتضحية ، والمعركة والدفاع عن العقيدة .. فهي بحق (سورة الثبات على الحق والدفاع عنه باللسان والسنان (أي السيف) .. القسم الأول من السورة يتناول الصراع في ميدان الفكرة (الغزو الفكري) وإبطال شبهات أهل الكتاب - وخاصة النصارى - الفاسدة ، وكشف دسائسهم ومؤامراتهم ، ونسف أباطيلهم وانحرافاتهم ، وإقامة الحجة عليهم .
والقسم الثاني يتناول الصراع في ميدان القتال (الغزو العسكري) عبر الحديث عن غزوة أحد وسنن النصر والهزيمة .
فالسورة بحق تمنح المؤمن (الحصانة الفكرية) وهو يواجه طوفان أهل الباطل من شبهات متجددة ومكائد متواصلة(القسم الأول) ، كما تمنحه أيضا (الحصانة الإيمانية) في لحظات الوهن والضعف والانكسار فتقيه شرور الهزيمة النفسية (القسم الثاني) ..
ولعل تسمية السورة (بآل عمران) يشير إلى ثبات هذه الأسرة المؤمنة على الحق وإخلاصها في توحيدها وتضحيتها في سبيل الدعوة وإقامة الدين .


1- قال الله عز وجل : (ولقد نصركم اللّه ببدرٍ وأنتم أذلَّةٌ فاتَّقوا اللّه لعلَّكم تشكرون) (122)   إذا حققت الإيمان باللّه ، والثقة فيه ، والتوكل عليه والاستعلاء على حاجات الجسد ومتاع الحياة - فأنت فى عزّة عزيزة ، تستخف بكل قوى المادة وعتوّها ..  فما أجمل أن يظلّ الإنسان خاضعاً لعبوديته للّه واستسلامه له في كل أموره، حتّى ليشعر أنَّه لا يستطيع أن يحرّك أيّ شيء إلاَّ باللّه ومن اللّه .
2-(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران 133)  وكم قيدتنا حبال التسويف والكسل, فأوقعتنا في شراك طول الأمل , وعجزت النفوس عن الجد والعمل , وأغرقتها أمواج الغفلات , ومن الغفلة ما قتل ! ..  متى تستنشق القلوب أريج الجنة بعدما زكمت أنوفها كثرة المعاصي والزلل ؟!      متى تسارع إلى مرضاة مولاها وتتغلب على العجز والكسل ؟   ويحك ! دعاك مولاك إلى الجنة (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ) (يونس 25) , فلا تغتر بفسحة المهل وبادر قبل هجوم الأجل.  
 3- قال الله عز وجل : (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (139)  ما الذي يعصمك من الوقوع في براثن اليأس والإحباط والهزيمة النفسية ؟ ما الذي يجعلك تتجاوز آلامك وأحزانك وأوجاعك وتتغلب علي الشعور بالضياع والهوان ؟ , إنه الإيمان يلجأ إليه المؤمن عند تكاثف سحب المشاعر السلبية, وعند اشتداد رياح المحن والشدائد  ..         فيدفع صاحبه إلى الاستعلاء على كلّ عوامل الضعف والخوف والحزن والفشل ، استعلاء على قوى الكفر والظلم والطغيان, استعلاء يدعوه إلى الإحساس بالقوّة والفرح الروحي بالألـم والتضحية في طريق الجهاد في سبيل الله .                        
4-(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)( آل عمران142)   إن للجنة ثمناً يجب أن يُؤدى وعطاءً يجب أن يُبذل .. ومشقات تُقابل بالصبر .. وتضحيات تتطلب الجهاد .. وشهوات تُقاوم بالمجاهدة .. ونفس أمارة تواجه بالترويض والتزكية .. وشيطان لحوح يحتاج إلي يقظة وانتباه ولجوء إلي حمى الملك عز وجل, فالطريق محفوف بالمكاره والمشاق .. ولكن حلاوة العاقبة تهون مصاعب الطريق .. أليس كذلك ؟
5- قال الله عز وجل : (وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربيُّون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يُحبُّ الصَّابرين * وما كان قولهم إلاَّ أن قالوا ربَّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فآتاهُم اللّه ثواب الدُّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يُحبُّ المحسنين)(146-148)              إذا تفاقمت الأزمات , وتضافرت قوى الشر , وشعرت النفوس بالاختناق وبلغ الكرب مداه .. فاجلس بين يدي اللّه في مناجاة روحيّة خاشعة .. عندها تسكن النفس، ويرتاح القلب، وتثبت الأقدام .. لن تتذوق حلاوة الانتصار إلا على عتبة الذل والانكسار .
12- (إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(122) مادمت في رعاية الله وكنفه وولايته , فسيعصمك من الوقوع في الضلال وإتباع الشيطان .. وييسر لك ولوج أبواب التوبة كلما تعثرت قدماك أو شردت عن الصراط المستقيم ..    فما أروع ولاية الله عز وجل لعباده المؤمنين تمنعهم من الانزلاق في مهاوي الردى .
14-  (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران173)
وتبرز قيمة الإيمان في أوقات المحن والشدائد .. فيسكب في القلب اليقين والتوكل والرضا والسكينة في أحلك الأوقات وأصعب الأزمات .. فإذا ما وجدت نفسك في أوقات الضراء جزعا ساخطا قلقا , فراجع إيمانك واتهم يقينك.

سورة النساء:
1-    (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) (النساء 27)   علم ربك عز وجل أنك مخلوق ضعيف أمام الشهوات .. ففتح لك أبواب الرحمة لتذوق نفحات التوبة , وحذرك من أهل الفساد والضلال الذين ينشرون الفواحش ويزينونها ..     فما أشأم من يعرض عن رحمة الله ويؤثر شهوة عاجلة تعقبها حسرة دائمة .
2- (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً) (النساء 69)
وكلما ضعفت عن الطاعة , وتكاسلت عن العبادة .. تذكرت هذه الصحبة الرائعة في الجنة .. فطلقت الكسل , وهجرت العجز , وحاربت الفتور والتراخي .. يا لها من صحبة رائعة تهون في سبيلها المكاره والمشقات .
3- (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)(النساء 119-120)      توعد الشيطان بنى آدم بالغواية والضلال , وسلاحه في ذلك الأماني الباطلة والمواعيد الكاذبة , وتزيين القبيح والمنكر , والخداع بالباطل .. هذا ما أعده الشيطان لك .. فماذا أعددت أنت له ؟!
4- وأثمرت تلاوة سورة النساء عندما تحقق (العدل) في كل شئون الحياة .. العدل المطلق لله فقط , لا لشيء آخر .. العدل مع الأصدقاء والأعداء والضعفاء , مع من تحب ومن تكره .. العدل الذي لا يتأرجح مع الأهواء والميول والشهوات , ولا يتغير تبعا للهوى والمصلحة والعصبية .


سورة المائدة :
1- قصة (ابنى آدم) :
إذا فقد المرء بوصلة التقوى , زين الشيطان للنفس كل القبائح والموبقات حتى تصل إلى أشد الجرائم وأقبح المنكرات والتي تصل إلى حد (القتل)..      وتبقى الخشية من الله عز وجل هي الدعامة الرئيسية في تحصيل التقوى .. ومفتاح الخشية العلم والمعرفة (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)(فاطر 28)                                             2- (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 35)   ليس الإيمان - مجرد الإيمان - هو الذي يطلب من المؤمن ، ليكون فى عباد اللّه المؤمنين ، وإنما الذي يحقق الإيمان ، وينضج ثمرته ، هو «التقوى» .
والتقوى هى اجتناب محارم اللّه ، وامتثال أوامره ، أو هى كما عرفها بعض العارفين :     «ألّا يراك اللّه حيث نهاك وألا يفتقدك حيث أمرك» .. والتقوى على تمامها مطلب صعب المنال ، غالى الثمن ، لا يقدر على الوفاء به إلّا من رزقه اللّه قوة الإيمان ، وثبات اليقين ، ووثاقة العزم , ورمضان فرصة عظيمة لتحصيل التقوى .. فأين المشمرون ؟!
3- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة 94)     دائما يأتي الابتلاء بالتكاليف- وخاصة التكاليف التي تنهى عما حرم الله - من أجل اختبار قوة إيمانك , ومدى مراقبتك لمولاك وخشيتك له ..     فكلما ازداد الإيمان توهجت شعلة المراقبة في قلبك لتبدد ظلمة الشهوات والأهواء , فيجد قلبك نفورا من الإقدام عن كل ما حرم الله .


سورة الأنعام :
 1- (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَعَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأنعام 17)    متى علمت أن الضر والنفع , المنع والعطاء بيد الله عز وجل وحده , استراح قلبك من الوساوس والهموم , وتحرر من أسر القيود التي تعوقه عن الفرار إلى مولاه .                    

2- (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)(الأنعام 40-41)    في أوقات الشدة تسقط الأقنعة وتزول الحجب, ويتخلص القلب من غفلته ليتوجه إلى ربه خاشعا ضارعا , لا يبصر الفرج والنجاة إلا في التذلل على أعتابه والانكسار لجنابه ..   أواه يا قلب .. يا ليتنا نتوجه إلى الله بصدق وإخلاص في كل الأوقات كما نتوجه إليه في الشدة والضراء ؟!  

3- (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (الأنعام160)  وكلما تأملت هذه الآية أدركت سعة الرحمة الإلهية بمضاعفة الحسنا تفضلا وكرما, والمجازاة على السيئة بمثلها.. فأستحي من ربي لضعف إقبالي على الطاعات , وكثرة المعاصي والسيئات .. فيدفعني هذا الحياء إلى طرح فراش الغفلات, وهجر المعاصي والسيئات ومراغمة الشيطان في جولات قادمات .         

4- (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (الأنعام 162-163)    متى وصل قلبك إلى ساحل الإخلاص , غمرته السعادة الروحية , والطمأنينة القلبية , والهدوء النفسي بما يؤهله لتذوق حلاوة العبودية .. فهنيئاً للمخلصين تحررهم من نوازع الهوى وشواغل الشهوات !

 

القاهرة - مصر

01152806533

01152806533
01012355714

elbasheer.marketing@gmail.com

حمل التطبيق
النشرة البريدية
اشترك فى النشرة البريدية
سجل بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد
© جميع الحقوق محفوظة 2020 Keyframe