تفاصيل المقال
الرئيسية الركن الاعلامى المقالات
banner

رشحنا لك

طلب الكتاب

على ضفاف ميازي طباعة
على ضفاف ميّازي

علاء الدين محمد الهدوي

أدب
الروايات
ترجمات
155 جنية

طلب الكتاب

وعد - Copy
وعد يفي بنفسه

سارة العقاري

أدب
الروايات
115 جنية

طلب الكتاب

في انتظار القطار أمامي
في انتظار القطار

عمر فضل الله

أدب
الروايات
145 جنية

مقام العبودية

شيماء جمال الدين
23/مايو/2020
شارك عبر:
مقام العبودية


 

"إنّما أنا عبد"
هكذا قال سيّدي وحبيبي عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم، خير من عبد الله وأقرب عباد الله إلى الله، خاتم أنبياءه ورسله وخليله وصفيّه من خلقه، قالها رسول الله وعلّمنا بها أنّ مقام العبودية هو مقامنا، مقام يُذلُّ فيه العبد بين يدي الله كي ينال العزة بين خلقه، مقام يخضع العبد لخالقه فيرفع الله بين الناس شأنه.
وهذا شهر يعتصم العبد بخالقه ويرمم ما تهدّم من نفسه ويلملم شتات قلبه ويُصحح معنى العبودية لربّه...
مقام العبودية صراط مستقيم نعبد الله فيه وبه نستعين، نصبر ونثابر ونُرابط عليه ما أحيانا ربُّ العالمين، لا نُفارقه طوعًا ولا كرهًا حتّى يأتينا اليقين.

 

  • هي ليلة يرتدي فيها الكون ثوب النور لا ينزعه ثلاثون يوم وليلة، تُضاء المساجد وتُظلم الشرور بأمر ربّها، هو النور الذي لا يراه إلا من أبى وابتغى الغفلة، ولن يُعافى من الظُلمة ذاك الذي حملها في صدره فخاب وخسر في موسم الطاعات والنفحات والبركات. لا يزيغ إلّا غافل هالك فنعوذ بالله من الغفلة ونسألة النجاة من كل شر والغنيمة من كلّ برّ. فاللهمّ كما بلّغتنا رمضان فأعنّا فيه على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك واملأ قلوبنا بك وعرّفنا بأنفسنا وبك وتُب علينا توبة نُعتق فيها من نار الدُنيا والآخرة فلا نضل بعدها أبدًا ولا نشقى.
  • وعلى سبيلِ السعادة فقد اقبل شهر السعادة, شهر الرحَمَات والعطاءات الربَّانية؛ شهر رمضان؛ الشهر الذي تجدُ الروحُ فيه غايتها وتُدرِكُ معنى السعادة الحقيقية. ويتفق الجميع أنّ في لذة العبودية ما لا يُمكن تحصيله في أيِ لذة أُخرى، تجدُ فيها السعادة المُطلقة وإنّ لم تجد لها أسبابًا ومظاهر واضحة؛ فبالعبادةِ والدُعاء وتلاوة القرآن يتخلّص الكاهل من الأحمال المُلقاة على عاتقه، ويتخفف الصدرُ من الهموم الجاثِمة عليه والخانقة له حدّ الحرمان من السعادة، فتصبح الروح بالعبادة مشرقةً بعد غروب، والقلب مُستشرفًا للسعادة مُقبِلاً عليها يراها في أبسط الأشياء حتى إنك لتجده يبتسم ملء فيه إذا ما ضحك طفل أمامه أو إذا غرّد طير فوق رأسه!
  • أوّل منازل الإصلاح؛ الاعتراف بمواطن التقصير. وتلك أيّامٌ مُباركات مُعينات على إصلاح النفس والهداية إلى سبيل الرشاد.
  • لا تيأسن من رحمة الله فتقول: دعوت ودعوت ولم يُستجب لي!  لن يخرج أمرك من بين طرفي الكاف والنون، والله قادر على أن يقول له كُن.. فيكون الصبر الصبر.. ما أنت إلّا عبد ! والدُعاء الدُعاء في أيّام يُستجاب فيها الدُعاء.
  • يكاد من ذاق حلاوة التضرّع والدُعاء وعلم أنّ الله يُحِب أن يسمع دعوته؛ أن يذْهل عن حاجته خشية أن تتحقق فيُحرَم من مقام الدُعاء. فاللهّم اجعلنا عبادًا مُنيبين خاضعين خاشعين، فقراء أذلَاء في كرمك طامعين، في حال المنع صابرين وحال العطاء شاكرين وفي كُلّ حالٍ ندعوك ونرجوك يارب العالمين.
  • في أيّامٍ مليئة بالنفحات الطيّبات؛ نزداد بالعبادة قربًا فنرجو رحمة ونستغفر ذنبًا وندعو ربًا يعلم حاجتنا فيُجيب دعاءًا ويفرّج كربًا ونُقدّم بين يديه سُبحانه توبة لعلّ الرقاب تُعتق من أسرها والنفس ينصلح سرّها وجهرها فكُن حازمًا مع آفات نفسك، إنّ بتر الساق خيرٌ من موتِ صاحبها، ولعلّ الله يُعينه على عرجته أو يُنبِت له ساقًا !!
  • ( كان الله ولا شيء معه )

الحقيقة الثابتة التي لا تأويل فيها ولا شيء إلّا اليقين الذي لا يزول أبدًا بالشكّ.
الله وحده يُطيّب الجِراحات ويُقيل العثرات ويستر الزلّات.
الله وحده معك إذا ما زالت الأقنعة وكاد كل واحد أن يكلّ وأن يملّ بمن معه.
الله وحده يعلم حاجتك ويُحِبّ سؤالك والناس جميعهم لهم حدّ عنده يزهدوا ويجحدوا، مُحبّون لك إن وافقت مزاجهم والهوى إلّا مُنصف جعل محبّتك في الله ولله، فردّ الأمر لأصله ليحفظ الود ويضمن بقاء العهد.
الله وحده وكفى به خالقًا ربًا رحيمًا يُغنيك بفضله عمّن سواه.
الله وحده ولاحاجة لك فيمن عاداه، إلّا ذاك الذي ارتضى صُحبة خالصة في الله.
اللهمّ اجعل قلوبنا خالصة لك وحدك لا شريك لك.

  • في رحلة البحث عن نفسك لا يضرّك من خذلك، فلن تجد ما تريد حتى تُصبح بصدق ( وحدك)، ولن تُدرك غايتك حتّى تعلم مقامك ك(عبدٍ ) بين يدي ( ربّك ) !
  • أعرضوا عن كلامه سُبحانه لأنّهم لم يعرفوه جلّ في عُلاه لن تجد صاحبًا مثل القرآن.. كلام الله ربّك، إن أحسنت صُحبته في الدُنيا أخلص صُحبتك في الدُنيا والبرزخ والآخرة حتّى يشفع لك يوم القيامة بين يديّ ربّك.
  • التعامل مع القرآن مقام من مقامات العبودية، يتخللها جميعا ويُبيّنها جميعا ويقوّمها جميعا. فإنّ للجوارح حق على المرء لا يكون إلّا بأن تُشربها كلام الله عزّ وجلّ، فللبصر حق أن تُطلقها في آيات الله، وللسان حق أن ينطق بكلام الله يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وللأذن حق عليك أن تُسمعها القرآن، فتنفذ من بوابة السماع إلى الروح والقلب فتستقر وتؤثّر وتُغيّر. إن الجوارح تنطق فأنطقها بكلام الله خشية يوم تشكوك إلى ربّك أنّك كنت لكلام ربّك هاجرًا.
  • الصلاة هي إقرار العبد روحًا وجسدًا بالعبودية والاستسلام لله، فلا تجعلها إقرارًا بالنفاق وانشغال القلب بما سوى الله.
  • كان ينبغي أن يكون القدر ركنًا من أركانِ الإيمان، وأن يكون الإيمان بخيره وشرّه من دعائم الروح التي رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلّم نبيًا ورسولًا...

ولا يكون ذلك بجريان كلمات الإيمان به على اللسان دون أن تمسّ من القلبِ موضعًا، أن تقتحم بنفسٍ مؤمنة صراعات الإيمان، وتسلّم ناصية الروح لخالقها ومدبّر أمرها وأمر القدر؛ قبل أن تحصل على ثمرات التسليم الحقّ من نعيم الرضا وسعادة السكينة.
إنّ الأمر جَلَلَ، والمسافة الواصلة بين اعتناق الإيمان فكرةً ثمّ التلفظ بها قولًا؛ مسافة ليست بالهيّنة، وما هي إلّا تهيئة فقط ومقدّمة لمسافة الإيمان الحقيقية وطريقها الطويل بين المنطوق لفظًا باللسان والمستقرّ إيمانًا ومعنىً في الروح والقلب والوجدان..
تِلك المسافات التي تبدأها وتظل تقطعها بكل ما أوتيت من مددٍ من الله يتجلّى في مواطن البلاء آيات جلدٍ وقوة وصبر ورجاء، مسافة حدّها عدد سنين عمرك، بكل خطوة تخطوها ستجد بُشرياتها تتوالى عليك تترا وتُغيث روحك بغيث الإيمان، طريق طويل الشأن فيه أن تبقى عليه فبالغ أمرك وتلك مرتبة الإحسان، أو تموت مُجاهدًا نفسك ثابتًا على سعيك ويجزيك خيرًا ربّك الرحمن.

  • من جماليات التوحيد الحق أنّه يجعلك عبدًا لله بحق، فقيرًا ذليلًا بين يديه سُبحانه، غنيًا عزيزًا بين خلقه، مُستغنيًا به جلّ في عُلاه عن كُلِّ أحدٍ سواه، كل شيء مُرجعه إليه فلا تضلّ ولا تشقى، قد كفاك همّ الحيرة بالاستخارة وكفاك همّ الحاجة بالقناعة والرضا وكفاك هم الخوف بأنّه الحي القيوم وكل شيء هالك إلّا وجهه سُبحانه.

القاهرة - مصر

01152806533

01152806533
01012355714

elbasheer.marketing@gmail.com

حمل التطبيق
النشرة البريدية
اشترك فى النشرة البريدية
سجل بريدك الالكترونى ليصلك كل جديد
© جميع الحقوق محفوظة 2020 Keyframe