د. عبد اللطيف عبد الغني مشرف
بين دفتي هذا الكتاب، ستشاركهم الموكب الرفيع وتزاحم ركائب وزكائب تتوسطها الهدية الكبرى التي يرسلها السلطان العثماني إلى الحرمين الشريفين استفتاحًا لموسم الحج البهيج.
"الصرة الهمايونية" ومواكبها هي نفحة سلطانية تخرج من خزائن الخلافة العثمانية هبةً وكرامة لساكني الحرم المكي والمدينة وعلمائهما مع مطلع شهر رجب تهيئة لنفوس المسلمين لاستقبال مواسم النفحات التي تبدأ برمضان وتُختتم بابتهالات الحجيج.
بدأت مواكب "الصرة" بأشكال أخرى في عهد العباسيين، وسماها المماليك في مصر بالمحمل الشريف، واعتبرها الخليفة العثماني يلدريم بايزيد واجبًا وشرفًا؛ فوضعها ضمن واجبات السلطنة، واستمرت في عقبه المتصل تُؤدَّى كل عام، وتخرج من قصر السلطان بحضوره وبخاتمه المرسوم على أكياس الهدايا.
رحلة ثرية باهرة طويلة تقطعها مواكب الصرة الهمايونية كل عام، ستطالع تاريخها وخريطتها ومعالمها ومحطات مرورها ورجالها القائمين عليها في هذا الكتاب.